ريال بيتيس الإسباني يتوج بدوري “GREEN Eyes” في خريبكة
عزيز أخواض
شهدت مدينة خريبكة بالمغرب، في الفترة الممتدة من 30 غشت إلى فاتح شتنبر 2024، تنظيم الدورة الأولى لدوري “GREEN Eyes” الدولي لأقل من 16 سنة، تحت اسم دورة “عبدالحق نوري”، في مركب الفوسفاط الرياضي. وقد عرفت هذه البطولة مشاركة نخبة من الأندية الدولية والمحلية في منافسة شرسة أظهرت مواهب فتيّة واعدة.
في المباراة النهائية، نجح فريق ريال بيتيس الإسباني في الفوز على أياكس أمستردام الهولندي بنتيجة 2-1، ليتوّج بلقب النسخة الأولى من هذه البطولة. ريال بيتيس، الذي يضم في صفوفه سبعة لاعبين دوليين يمثلون منتخباتهم الوطنية، أظهر قدراته العالية بعد أن تجاوز فريق أكاديمية محمد السادس في نصف النهائي بنفس النتيجة (2-1). من جانبه، أياكس أمستردام تأهل إلى المباراة النهائية بعد أن فاز على أولمبيك خريبكة بنتيجة 6-3 في واحدة من أبرز مباريات البطولة.
وعلى مستوى الترتيب العام، احتل فريق أكاديمية محمد السادس المركز الثالث بعد أن اكتسح فريق أولمبيك خريبكة بنتيجة كبيرة 7-1 في مباراة تحديد المركز الثالث.
البطولة تحتفي بذكرى النوري وتراث أولمبيك خريبكة
أبرز ما ميّز هذا الحدث الكروي هو التكريم الخاص للاعب المغربي الهولندي عبد الحق نوري، الذي تحمل البطولة اسمه، في خطوة إنسانية أثارت إعجاب الحاضرين. النوري، الذي تعرض لأزمة قلبية خلال مباراة ودية لفريقه أياكس أمستردام، ما زال في مرحلة التعافي بعد غيبوبة استمرت لثلاث سنوات. وقد تسلّم والده، محمد نوري، نيابة عنه، تذكاراً تكريمياً خلال حفل تتويج الفائزين.
في لفتة تاريخية أخرى، تم خلال الحفل الافتتاحي للبطولة، الذي استمر لمدة 20 دقيقة، تكريم فريق أولمبيك خريبكة بذكرى فوزه بكأس الكؤوس العربية عام 1996. بحضور نجوم النادي السابقين مثل الحارس عمر ديالو ومحمد الزرقاوي والعربي الحبابي، تم استحضار ذكرى هذا الإنجاز التاريخي وسط كلمة مؤثرة ألقاها الصحفي نوفل العولمة، عبّر فيها عن الأمل في عودة الفريق الفوسفاطي إلى مستواه السابق بعد سنوات من المعاناة بسبب الصراعات الداخلية.
احتفال وطني وتكريم رموز الكرة المغربية
البطولة جاءت في سياق الاحتفالات الوطنية بالذكرى الـ71 لثورة الملك والشعب والذكرى الـ61 لعيد الشباب، مما أضاف طابعاً وطنياً مميزاً على فعالياتها. وفي هذا الإطار، تم تكريم عدد من الأسماء البارزة في مجال كرة القدم المغربية، من بينهم النجم الدولي السابق عزيز بودربالة الذي شغل منصب سفير البطولة، وفتحي جمال مدير التكوين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعبد المالك أبرون، رئيس لجنة البنيات التحتية في الجامعة.
أنشطة موازية وإشعاع ثقافي ورياضي
إلى جانب المباريات الحماسية، شهدت البطولة تنظيم عدد من الأنشطة الموازية التي أضافت أبعاداً ثقافية ورياضية للمناسبة. من بين هذه الأنشطة كانت مباراة استعراضية جمعت بين قدامى فريق أولمبيك خريبكة وفريق الفنانين والصحفيين، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأشرطة الوثائقية التي أبرزت لحظات مضيئة من تاريخ الرياضة المغربية. كما تمت برمجة زيارات خاصة للأندية الأجنبية المشاركة لعدد من المعالم الثقافية والسياحية في مدينة خريبكة، في خطوة لتعزيز التبادل الثقافي بين المشاركين.
رسالة البطولة: الشباب وتوحيد الجهود الرياضية
لقد أظهرت هذه البطولة قدرة المغرب على تنظيم أحداث رياضية دولية ناجحة، واحتفت بتطور كرة القدم المغربية من خلال ربط الماضي بالحاضر. كما أنها حملت رسالة قوية بضرورة إعادة بناء الفرق الرياضية المحلية، وتعزيز دور الشباب في تطوير المشهد الرياضي، إلى جانب ضرورة الاستثمار في العمل الجماعي والتضامن لتجاوز التحديات والصعوبات التي تواجه الرياضة المغربية.