اكتشف جمال القوة: رياضة كمال الأجسام تجذب الشباب المغربي
رياضة “كمال الأجسام” أو “بناء الأجسام”، والعديد من المسميات الأخرى التي تنعت بها هاته الرياضة التي أقبل عليها اليوم عدد كبير من الشباب سواء الراغبين في الحصول على أجسام قوية ومتناسقة أو الهادفين لإتباع نمط عيش صحي.
هاته الرياضة وفي الأمس القريب لم تكن تحظى بنفس الأهمية التي هي عليها اليوم، فهي رياضة قديمة جدا على خلاف ما هو متعارف، فيعود تاريخ هاته الرياضة إلى العصور القديمة حيث كانت تمارس بأشكال مختلفة من مختلف الثقافات والحضارات كالحضارة الفرعونية واليونانية.
ولكنها لم تعرف بشكلها الحديث إلى حدود سنة 1890، مع ظهور أول لاعب يقوم بالنظر إلى ضرورة الاهتمام ببناء عضلات جسمه، وكان هذا الشخص هو الألماني “Eugen Sandow” الذي بدأ بالمشاركة في المهرجانات التي يقوم فيها باستعراض عضلاته أمام الجماهير، وتكريما لهذا الرجل أصبح هو رمز التمثال التكريمي لأهم بطولات هاته الرياضة “مستر أولمبيا”.
وفي الآونة الأخيرة، يعرف المغاربة اقبالا مهما على هاته الرياضة خاصةً الشباب الراغبين في الحصول على أجسام قوية وأسلوب عيش صحي، فرياضة كمال الأجسام لا تتوقف على التمارين الرياضية فقط، بل تحتاج للالتزام بعدد من العناصر الأخرى على رأسها التغذية الصحية، فتمارين رفع الأثقال عموما تهدف لتكسير وإتلاف أكبر قدر ممكن من الألياف العضلية، هاته الألياف التي تحتاج إلى تغدية جيدة مبنية على نسي عالية من البروتينات، وتحتاج هاته العضلات أيضا للنوم الكافي من أجل اتمام عملية الاستشفاء، مع الالتزام بعناصر وعوامل أخرى يحترمها لاعبو كمال الأجسام من أجل الوصول الى النتائج التي يرجونها.
وليس كل لاعبي هاته الرياضة يهدفون لبناء العضلات والحصول على أجسام مشدودة، بل هنالك عدد من مرتادي هاته الرياضة يمارسونها لأسباب أخرى كالرفع من قدرة التحمل أو إنقاص الوزن خاصة عند النساء.
فهاته الرياضة وقبل مدة من الزمن كانت حكرا على الرجال فقط، ولكن اليوم تعرف اقبالا كبيرا من طرف، وذلك راجع بالأساس لوعي الناس وتجاوزهم للقوالب النمطية بالإضافة لفهمهم لهاته الرياضة، فما كان يمنع الفتيات سابقا من دخول هاته الرياضة هو تخوفهم من أن تصبح لهم أجسام ذكورية تخفي أنوثتهم، إلى أن هاته الفرضية هي صعبة أو مستحيلة التحقق نظرا لاختلاف بنية الجسمين.
لكن على الرغم من كل إيجابيات رياضة كمال الأجسام فلها جانب مظلم بل حالك الظلمة في بعض الأحيان، فكما كشفنا فرياضة كمال الاجسام تقوم على رفع الأوزان التي إن اتحدت مع أداء خاطئ للتمرين تؤدي لإصابات متفاوتة الخطوة، مثل تمزق أو انقطاع العضلات وفي أضعف الحالات ألام الظهر والمفاصل، وهنالك عدد كبير من الاعبين يقعون ضحية الإحباط بسبب تأخر تطور أجسادهم وعدم وصولهم للنتائج المرجوة، أو مقارنة أنفسهم بأشخاص أخرين ما يؤثر سلبا على صحتهم النفيسة، هاته المشاكل النفسية وللأسف قد تدفع عدد من الشباب للبحث عن طرق مختصرة غالبا ما تتسم بالخطورة، كطريق “المنشطات” و”الهرمونات”، هاته الأخيرة التي كانت كفيلة بأن تنهي حياة العديد من الاعبين، وفي في بعض الأحيان تكتفي بأن تترك ورائها أمراض وأضرار كفيلة بتحويل حياة الشخص لعذاب دائم، مع العلم أن هاته المواد هي محظورة في عدد من الدول ولا تباع إلى بطرق غير قانونية.
نظرا لتاريخها الطويل وتطورها المستمر، تظل رياضة كمال الأجسام مصدر الهام للعديد من الأجيال، وتدفع الشباب إلى ممارستها من أجل استكشاف جمال القوة الحقيقي، فهي رياضة جميلة تساعد على نهج أسلوب حياة صحي، وتساهم في مواجهة مصاعب وضغوطات الحياة، لكن توجب على كل ممارس لهاته الرياضة أن يكون مسؤولا وحذر من مخاطرها، وأن يعلم أن صحت جسده أهم بكثير من شكل جسمه وبروز عضلاته.
أيمن جرفي